بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت زيارة تستمر ثلاثة أيام لواشنطن الثلاثاء 3-6-2008 وسط دعوات للتنحي إثر فضيحة فساد يتعرض بسببها لتحقيقات في بلده القت بظلالها على محادثات السلام مع الفلسطينيين التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
وخلافا لعادته لم يعقد اولمرت جلسة اسئلة وأجوبة مع الصحفيين على طائرته خلال الرحلة الليلية من تل ابيب.
ومن المقرر ان يلتقي اولمرت مع الرئيس الامريكي جورج بوش في البيت الابيض الاربعاء. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد تجاهل دعوات له بالتنحي بعد أن شهد رجل أعمال أمريكي أنه أعطى السياسي الاسرائيلي المحنك 150 الف دولار نقدا وعلى شكل قروض لم تسدد.
لكن اولمرت الذي وصف هذه الاموال بأنها مساهمات مشروعة في حملته الانتخابية وجامع الامول المقيم في نيويورك أنكرا القيام بأي عمل مخالف للقانون.
ويقول مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون وغربيون ان الازمة السياسية التي تحيط بأولمرت قد تدفع الى اجراء انتخابات مبكرة وتخرج محادثات السلام عن مسارها. ويقول اولمرت انه سيستقيل اذا وجهت اليه اتهامات رسمية.
ويبدأ أولمرت زيارته لواشنطن بمحادثات في وقت لاحق اليوم مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس وبكلمة في المساء امام مؤتمر سياسي للجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية وهي جماعة ضغط موالية لاسرائيل.
وتحدث مسؤولون اسرائيليون قبيل الرحلة عن خطط اولمرت للقاء مرشح الرئاسة الجمهوري جون مكين وباراك اوباما وهيلاري كلينتون اللذين يسعيان لترشيح الحزب الديمقراطي.
لكن أحد المسؤولين قال بعد وصول اولمرت انه لم يتم ترتيب أي من هذه اللقاءات.
وأجرى اولمرت محادثات في القدس أمس الاثنين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اضعفه سياسيا استيلاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة في يونيو/حزيران الماضي.
ويقول مسؤولون ان سياسة اولمرت هي المضي قدما في المفاوضات مع الفلسطينيين الى جانب اجراء محادثات غير مباشرة مع سوريا وكأن شيئا لم يتغير على أمل الا تنتهي تحقيقات الشرطة بتوجيه اتهامات اليه.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت عن المحادثات مع الفلسطينيين "هذه العملية ستستمر".
وقال ريجيف ان اولمرت الزم نفسه مجددا خلال الاجتماع بمحاولة التوصل الى اتفاق بشأن اقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية هذا العام قبل ان يترك بوش منصبه. ولم تشهد محادثات اقامة الدولة تقدما يذكر.
وقبل توجهه الى الولايات المتحدة قال اولمرت انه سيناقش في واشنطن قضايا تتعلق بجوهر وجود دولة اسرائيل في اشارة غير مباشرة الى برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني الذي وصفه أنه يهدد وجود الدولة اليهودية.
وكان اولمرت قد اجتمع مع بوش الشهر الماضي اثناء زيارة الرئيس لاسرائيل للاحتفال بمرور 60 عاما على تأسيسها.
ورفضت ايران مزاعم امريكية وغربية عن انها تسعى لانتاج سلاح نووي وقالت ان انشطتها النووية لا تستهدف سوى توليد الكهرباء.
وفي تقرير دون مصدر كتبت صحيفة يديعوت احرونوت أكبر الصحف الاسرائيلية تقول ان بوش سيعرض على اولمرت "هدية وداع" تتمثل في نظم امنية تشمل نظام رادار متطورا يعزز دفاعات البلاد ضد الصواريخ بعيدة المدى.
وقالت الصحيفة ان اولمرت سيطلب من الرئيس السماح لاسرائيل بشراء طائرات من طراز ستيلث اف-22 المقاتلة التي لم يسمح بعد ببيعها للخارج.
ومن المقرر ان يحضر اولمرت حفل عشاء مع ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي غدا الاربعاء وان يلتقي مع زعماء الكونجرس يوم الخميس قبيل مغادرته.